عن بلدة “كاسل روك” نحكي

بواسطة قحمد

“بعد اليوم لن يكون هناك فرص أخرى! إن أصدر القاضي حكمه؛ سيُنفذ حكم الإعدام… وسيكون هناك تابوت في وسطه جثة، وفي غضون ست ساعات سستحول تلك الجثة إلى رماد، وكما تعلمون حضراتكم؛ الرماد لا يستطيع استئناف الحكم.”

أهلاً بكم أيها السيدات والسادة في مدينة “كاسل روك Castle Rock” والتي يمكن ترجتمها بـ القلعة الحجرية.

مدينة أمريكية هي، تقليدية وصغيرة، تقع بالقرب من مدينة بورتلاند في ولاية ماين Maine. عدد سكانها كان يقدر في الستينات بـ 1280 نسمة. وحالياً يقدر بأقل من مئة ألف نسمة. تسألون لماذا العدد يظل قليل مقارنةً بالمدن الأمريكية الأخرى؟

لأن المدينة ذاتها تطرد الناس منها.   

تسألون ما الذي يميز هذه المدينة لتكون مركز أحداث دراماتيكية ومنبع قصص مأساوية؟

مالذي جعل هذه البلدة ملعونة حيث كل حجر فيها يخبيء شر راكد تحته؟

لننسى السؤال أعلاه قليلاً ونتكلم عن المدينة نفسها. هي مدينة خيالية من ابتكار قريحة الكاتب الأمريكي العملاق ستيفن كينج Stephen King. اختار لها أن تكون في ولاية ماين لأنها مسقط رأسه. في الحقيقية أغلب قصص هذا العبقري تدور في ولاية ماين. وبعض رواياته الكلاسيكية تدور في إطار مدينة “كاسل روك”.

أول ذكر لهذه المدينة كان في رواية “المنطقة المميتة The Dead Zone” عام 1979. من بعدها أُدرجت في العديد من القصص والروايات نذكر أشهرها وعلى سبيل المثال:

  • الشيء IT
  • ريتا هايورث والخلاص من شوشانك Rita Hayworth and Shawshank Redemption والذي قدمته السينما في الفيلم الخالد The Shawshank Redemption
  • 11/22/63 (عن قصة اغتيال الرئيس الأمريكي جون ف كينيدي)
  • طبيب النوم Sleep (وهو آخر ظهور للمدينة في قصص كينج)

في كل القصص والروايات تلعب المدينة دوراً مهماً في إحالة حياة سكانها إلى جحيم، هي مدينة قيل عنها أنها “كل بيت بها وكل مساحة فيها مختلطة بذنوب أحد السكان. وكل شخص يقول عن هذه الذنوب هي ليست ذنوبي؛ والمخيف في هذا الأمر… أنهم على حق

هذا ما قاله المراقب “ديل لاسي “Dale Lacy والذي نتعرف عليه في الحلقة الأولى من المسلسل.

المسلسل:

هو عمل تلفزيوني ليس مستوحى من أحد أعمال ستيفن كينج بعينه، إنما مستوحى من خليط من أعماله وقصصه ورواياته، حيث تم عمل خليط لبعض الشخصيات مع دمج بعض الأحداث وإضافة عنصر الغموض المرعب الذي تميزت به أعمال كينج وجعل من هذا المزيج قصة تدور أحداثها في مدينة “كاسل روك”.

والحق يقال أن العمل يبدو واعد من قبل بثه، حيث الطاقم خلفه له سجل بأعمال تلفزيونية ممتازة! وعليه كانت الانطباعات إيجابية قبل بثه. وثبتت هذه الإيجابية بعد مشاهد الثلاث الحلقات الأولى.

الحلقة الأولى

Severance  – قطع

الافتتاح يكون في عام 1991م، وفيه نتعرف على المفتش “آلان بانجبورن” وهو يعدو بين الثلوج بحثاً عن شخص مفقود يدعى “هنري ديفر”. ، طالت مدة البحث وقرر أن يرتاح وسط بحيرة كاسل روك المتجمدة ليتفاجأ بوجود المفقود أمامه وكأنه تجسد من العدم؛ الطفل هنري ديفر، وعليه ينقذ الصبي المفقود ويتفاجأ بعدم وجود أي آثار لقضمة الصقيع – وهو الداء الذي يجمد الأطراف مما يجل بترها ضروري – خاصةً أن الطفل مفقود من أحدى عشر يوماً… ووسط الثلوج!

ما يحدث أن الطفل يعود لأمه التي يتضح لنا أنه ابنها بالتبني ونعرف أن ابو الصبي وبالتبني كذلك كان مفقود معه.

الأن ننتقل للحاضر، ونرى مناظر متناقضة ما بين مدينة تقليدية هادئة ذات بيوت متناسقة ومناطق عثا فيها الخراب لدرجة موحشة. في البداية نتعرف على “ديل لاسي”، كبير مراقبي سجن إصلاحية شوشانك. ونتعرف أن هذا أخر يوم عمل له بعدها يتقاعد. ما يحدث بعدها هو مشهد دراماتيكي غامض تقع أحداثه في نفس البحيرة المتجمدة التي عُثر فيها على الطفل الفقود هنري، حدث يؤثر على سرد القصة لنرى بعدها تعيين مراقب جديد للإصلاحية، “السيدة تي بورتر” والتي تباشر أعمالها كمراقب للإصلاحية، وفي أول يوم لها تكتشف سر مجهول يتعلق بمكان عملها الجديد؛ هناك قطاع كامل – ويدعى القطاع F – تم هجره من عام 1987م! وما يثير الدهشة أن الإصلاحية تشكو من كثر النزلاء مما جعلها – المراقب لا الإصلاحية – تتخذ قرار بالإطلاع على القطاع المهجوز والتأكد من إمكانية إعادة تأهيله لاستقبال النزلاء.

يتم تكليف الحارس الشاب “زلاوسكي” مع رفيق له في هذه المهمة. هنا تبدأ الأحداث تأخذ منحى أكثر غموض وإثارة، أثناء التفتيش على القطاع المجهول يعثر زولاسكي على كائن!

كائن محبوس في فقص!

ما هو هذا الكائن؟

لا يهم أن تعرف عزيزي القارئ. وإذا أردت أن تعرف يُفضل أن تشاهد لحلقة بنفسك لكي تمر بالتجربة كاملة.

 “بعد اليوم لن يكون هناك فرص أخرى! إن أصدر القاضي حكمه؛ سيُنفذ حكم الإعدام… وسيكون هناك تابوت في وسطه جثة، وفي غضون ست ساعات سستحول تلك الجثة إلى رماد، وكما تعلمون حضراتكم؛ الرماد لا يستطيع استئناف الحكم”

هذه الكلمات نسمعها من شخص في وسط محاكمة وهو يدافع عن سيدة معرضة لحكم الإعدام، شخص يحاول بقدر استطاعته إنقاذ سيدة عجوز من البقاء حية ليوم جديد كي ترى أشعة الشمس مرة أخرى. شخص نعرف أن مصيره مربوط بمصير مدينة كاسل روك، شخص في مدينة تكساس يزاول عمله لكن أبت المدينة الشريرة إلا أن تستدعيه.

الآن اصبح لدينا مراهق ضاع وسط الثلوج ونجا بغموض.

إصلاحية سجون فيها سر غامض،

سيدة عجوز محكوم عليها بالإعدام يدافع عنها شخص مربوط اسمه بكاسل روك.

عندما نعرف أن أحد أفضل اختصاصي الغموض في الأعمال التلفزيونية ألا وهو “جي جي إبرام” هو أحد الواقفين خلف انتاج هذا المسلسل وقتها سنتأكد أن المسلسل ذو جودة انتاجية عالية وأن الغموض سيكتنف المسلسل من أوله حتى آخره.

غموض يحيط بمدينة ملعونة تستدعي سكانها لتدفعهم ثمن ذنوب لم يقترفوها، مدينة يتجسد وجود الشر فيها وسط كائنات لا تعي ما سبب ذلك، شر نتعرف عليه في نهاية الحلقة ونحن جالسين على حافة الكرسي منبهرين من عمل تلفزيوني متقن وأول حلقة منه تشير بأننا أمام عمل واعد يستحق حتماً المشاهدة.

وللحديث بقية وللمدينة تحليل وللأحداث حرق في حال رغب زوار كشكول بذلك.

شاركنا تعليقك