بينما تستطيع أفضل الأفلام أو المسلسلات أو البرامج التلفزيونية أن تدفع المشاهد ليذرف دموع الحزن أو يشعر بالذعر، أظهرت تجربة عصبية مميزة أن الألعاب الإلكترونية تتفاعل مع أجزاء كبيرة من المادة الرمادية في الدماغ (أحد العناصر الرئيسية في الجهاز العصبي المركزي).
حيث أشارت أحدث نتائج هذه التجربة أنه عند لعب ألعاب تسمح للاعب بأن يحدد مجرى أحداث القصة والشخصيات مثل لعبة ديترويت: نحو الإنسانية تزداد نسبة القدرات العقلية للاعب والتي بالتالي تزيد من ذكائه. كما أشارت النتائج بأن هذا النوع من الألعاب يساعد على تعزيز المنطق لدى اللاعب أكثر من غيره من أنواع الترفيه على الشاشة، كما تُحسن من قدرته على اتخاذ القرارات تحت الضغط وتزيد من مستويات انزيمات السعادة والشعور بالرضى أو “الإندروفين” التي يفرزها الجانب العاطفي من العقل.
والجدير بالذكر أن هذه الدراسة تسعى الى معرفة السبب وراء محبتنا للقصص التي تحكى على الشاشة في كلا من الأفلام والألعاب الإلكترونية وما إن كانت لها علاقة بأي حقيقة عصبية رئيسية.
كما صرح المدير التقني “جيمس روي” لدى Brainworks والذي قام بإجراء هذه التجربة قائلاً “ما نريد معرفته هو هل يستجيب عقلك حين مشاهدتك لفيلم كمتلقي للأحداث بشكل مختلف عن طريقة استجابته حين تلعب لعبة تتغير أحداثها بمجرد قيام اللاعب بأي حركة”
وللتعرف على هذه الظاهرة بشكل أعمق، قام الباحثون بعرض مشهدين متشابهين، المشهد الأول كان مشهد احتجاز رهينة من لعبة فريق Quantic Dream “ديترويت: نحو الإنسانية” الحصرية لجهاز PS4، حيث يتطلب من اللاعب أن يتخذ قرارات مباشرة تغير من مجرى الأحداث، بينما كان المشهد الثاني من مسلسل بوليسي تلفزيوني مشهور.
تمت متابعة ردة فعل 25 شخص أتيح لهم لعب المشهد الأول ومن ثم مشاهدة المشهد الثاني مباشرة، وتحكم اللاعبون في المشهد الأول بشخصية أندرويد يدعى كونر في أحداث دارت في المستقبل القريب من مدينة ديترويت حيث كانت المهمة هي مفاوضة المختطف وإنقاذ الطفلة الصغيرة المحتجزة من قبل أندرويد آخر على سطح مبنى.
وفي المرحلة الثانية من التجربة، قام المشاركون بمشاهدة مشهد عميل FBI يقوم بتهدئة شخص مضطرب قام باحتجاز عدة رهائن والتفاوض معه في مدينة بنسلفانيا.
والجدير بالذكر أنه تم توصيل المشاركين بأحدث ثقنيات EEG خلال التجربة والتي من خلالها قام العلماء بمراقبة أنشطتهم الذهنية. وأظهر الاختبار الى زيادة كبيرة في موجات الدماغ من نوع High Alpha و Delta عند اللعب، وترتبط هذه الموجات بالجانب الذي يصدر الأحكام والتركيز والمنطق وفهم المشاعر ، كما أنها قامت بتنشيط هذا الجانب من العقل أكثر من المشهد التلفزيوني.
وبالرغم من أنه لازلنا بحاجة الى البحث بشكل أعمق لفحص نطاق أوسع من الأفلام والمؤثرات الأخرى، إلا أن روي يقول أن النتائج تشير الى أن اللعب يزيد من مستويات الأندروفين وقوة العقل والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة.

3D render of a glowing brain with abstract programming code
وتقول الرائدة في علم السلوك النفسي جو هيمينغز:
“من المدهش أن نجد أن للأفلام والبرامج التلفزيونية استجابة مباشرة أقل في عقولنا بالرغم من كونها تحدث ردة فعل عاطفية طويلة الأثر، مقارنة بمستوى الاستجابة عندما نتخذ قرارات مباشرة في الألعاب”
“وتدعم هذه الاختبارات نظرية أنه يجب عليك أن تعيش واقع شيئاً ما لتكون قادراً على اتخاذ قرارات شخصية حياله كما هو الحال في لعبة ديترويت: نحو الإنسانية، حيث أنه بدون أي مشاعر محفزة لتقود سلوكك عند مشاهدة فيلم أو مسلسل تلفزيوني سينتج عن ذلك استجابة غير فعالة عوضاً عن استجابة نشطة للدماغ.”
“كما أشارت النتائج إلى أن التجارب العاطفية تغير من طريقة عمل الدماغ وكيف يقوم الأندروفين بجعلك أقرب إلى “الحدث”، فبالنهاية، القصص تعني الكثير للبشر، فنحن نتذكر ونفهم بشكل أفضل إذا كان يمكن سرد المعلومات بشكل قصصي، فمن المنطقي أننا سنستمتع بشكل أكبر إذا كنا نحن العنصر الأساسي في القصة التي تسرد أمامنا”.
تتوفر لعبة ديترويت: نحو الإنسانية للتحميل من متجر PSN حيث سيتم إطلاقها يوم 25 مايو، اللعبة حصرية فقط لأجهزة PS4.
هل ترا ان الالعاب الالكترونيه تتفاعل اكثر من الافلام والمسلسلات والبرامج التلفزيونية من ناحيه الغضب او البكاء في مشاهد معينه ام ان لك راي اخر؟ شاركنا رايك في التعليقات.